كتاب تاريخ مملكة الأغالبة

وفي سنة 181 هـ ولى أمير المؤمنين الرشيد على إفريقية بعد هرثمة محمد بن مقاتل العكي، وكان رضيع الرشيد، وكان أبوه من كبار أهل دولته، ولم يكن محمود السيرة فيما تولى للرشيد من ولايات، ولذلك فإنه عندما دخل إفريقية لم يسر في حكمها بطريقة تعجب الناس، فاضطربت الأمور في إفريقية، وعلى الأخص فيما فعله مع الفقيه البهلول بن راشد بضربه بالسياط حتى مات مما أثار عليه غضب الفقهاء والعلماء وأهل إفريقية لما كان يتمتع به هذا الفقيه من مكانة ومنزلة في نفوس أهلها، كما اختلف عليه جنده لإنقاص رواتبهم مما جعلهم ينضمون إلى ثورة تزعمها بن تميم التميمي

الصفحة 19