كتاب تاريخ مملكة الأغالبة

ويميلون إلى الإغارة على ما يجاورهم من نواحي العمران
3 - الأفارقة أو الأفارق: فهم أخلاط من الناس كانوا يسكنون النواحي الساحلية حيث يعملون بالزراعة والصناعة، وقد ذكر ابن عبد الحكم في تاريخه عنهم قوله: (وأقام الأفارق وكانوا خدما للروم على صلح يؤدونه إلى غلب على بلادهم)
أما العنصر العربي فقد دخل مع مطلع الفتوحات الإسلامية لبلاد المغرب، فالعنصر العربي دخل بلاد المغرب في صورة جيوش فاتحة، وقد استقر رجال هذه الجيوش في نواحي المغرب كله بعد إتمام الفتح، ولحقت بهم جماعات أخرى من الجند والمهاجرين العرب مع استمرار حركة الفتح وكانت نتيجة ذلك قيام مجتمعات عربية صغيرة معظمهم في المدن والمعسكرات، ومن هذه المراكز بدأوا يتشرون في نواحي البلاد، ولحقت بهم جماعات من المهاجرين غير العسكريين أو غير الرسميين، وهؤلاء جميعا تكون منهم ما يعرف بالعرب البلديين، أي عرب إفريقية الذين استقروا فيها واعتبروها وطنا لهم دون أن يتخلوا عن عروبتهم، فكانوا يتمسكون باصولهم القبلية ويتحدون ضد الجند العربي التي كانت ترسلهم الحكومة المركزية لإقرار الأمن في البلاد، وقد عرف هؤلاءالجند العربي بالشاميين لا لأنهم جميعا من أهل الشام، بل لأنهم كانوا ياتون من الشام وهي قاعدة الحكم في العصر الأموي.
ومن الواضح أن الجند العربي كان يتحول الكثير من رجالهم إلى عرب بلديين نتيجة للاستقرار في البلاد ومخالطة أهلها، وبهذه الطريقة كانت أعداد

الصفحة 22