عذارى وكانت الخمر بإفريقية حلالا حتى وصل هؤلاء التابعون فبينوا تحريمها رضي الله عنهم ").
ونلاحظ أن معظم هؤلاء التابعين كانوا يقيمون في القيروان ولذلك كثر بناء المساجد التي كانوا يعلمون فيها الناس قواعد الإسلام، وكان البربر يفدون على هذه المساجد فيستمعون إلى الدروس التي كانت تلقى فيها، وعلى أيدي هؤلاء التابعين بنيت عدة مساجد نذكر منها مسجد الرباطي الذي بناه أبو عبد الرحمن الحبلي عبدالله بن يزيد المعافرين الإفريقي، وجامع الزيتونة الذي بناه أسماعيل بن عبيد الله الذي اشتهر بلقب تاجر الله.
وبفضل هؤلاء التابعين وضعت أول بذور العلم والفقه الإسلامي حيث تتلمذ على أيديهم الطبقة الأولى من علماء إفريقية أمثال أبي كريب المعافري وعبد الله بن عبد الحكم البلوي وأبي خالد عبد الرحمن ابن زباد بن أنعم المعافري وأبي محمد خالد بن عمران التجيبي وسعيد بن لبيد المعافري وأبي زكريا يحمص بن سلام وغيرهم.
وكان هؤلاء المتعلمون من أهل إفريقية يقضون بعض الوقت للدراسة في القيروان ثم يعودون إلى قبائلهم ونواحيهم فيتقلدون وظائف القضاء والدين ويعلمون الناس أصول ومباديء الإسلام، فقد ذكر في سيرة أسد بن الفرات بن سنان أن أباه (" قدم إفريقية وأمه حامل به، فولد أسد بتونس سنة145 هـ وقرأ على علي بن زياد.