كتاب تاريخ مملكة الأغالبة

زباد بن أنعم والبهلول بن راشد وابن فروخ
1 - قيام دولة الأغالبة: (184 / هـ - 296 هـ 0 0 8 م -)
ووسط كل هذه الظروف التي ذكرناها في الفصل السابق ظهر " إبراهيم بن الأغلب " على مسرح الحياة السياسية في بلاد إفريقية فقد قيل كان ظهوره نتيجة خدمته في جيوش بني المهلب، وقد ذكر ابن الأثير أن إبراهيم بن الأغلب كان بولاية الزاب سنة 180 هـ وأنه لاطف هرثمة بن أعين " وقدم له الهدايا فولاه ناحية الزاب، وكانت بلاد الزاب منزل الكثير من التميميين قوم ورهط بني للأغلب فكانت سندا قويا لإبراهيم بن الأغلب فيما بعد.
وعندما خلع الرشيد هرثمة بن أعين من ولاية إفريقية بدأ إبراهيم بن الأغلب يتطلع أليها بشغف، وهناك ظروف وأسباب مهدت له الطريق للوصول إلى هذه الولاية، فمنها أن الوالي" محمد بن مقاتل العكي " أساء معاملة جنده وقطع عنهم رواتبهم كما ذكرنا، فثاروا عليه وناصبوه العداء إلى جانب انقلاب أهل القيروان عليه نتيجة علاقته مع البيزنطيين في صقلية، فقد قيل إنه لاطفهم عن طريق إرسال النحاس والسلاح والجلود والهدايا الثمينة إليهم وليس لدينا ما يثبت ذلك ولكن على أي حال شاع هذا الأمر بين الناس وقد حذره الفقيه بهلول بن راشد من إرسال هذه المواد التي تعتبر موارد عسمكرية الى أعداء الدين، وهذا يدل على أن الققهاء لم يقتصرعملهم على الناحية الدينية فحسب بل كانت لهم مواقفهم القومية.

الصفحة 30