كتاب تاريخ مملكة الأغالبة

آخر يقول: إن تنازل إبراهيم بن الأغلب " عن الإعانة السنوية التي تجلب له من مصروتقدر بمائة ألف دينار، وتعهده بدفع أربعين ألف دينار للخلافة العباسية جعلت هارون يستجيب ويرحب بتقلده ولاية إفريقية.
وقيل إن صاحب البرد يحي بن زياد له الفضل في تقلد إبراهيم إفريقية حيث كان يطلع الخليفة هارون بأمور وأحوال هذه الولاية وبإخلاص وكفاءة إبراهيما لسياسية والحربية.
كما يذكر الدكتور حسن مؤنس بان سياسة الرشيد كانت تهدف إلى تامين ولاية إفريقية لأنها كانت كل ما بقي لدولة بني العباس في الجناح الغربي لدولة الإسلام. وقد سبق أن ذكرنا أن حدود دولة بني العباس وقفت عند نهر شلف الفاصل بين ولاية إفريقية والمغرب الأوسط ولهذا فعندما أيد هرثمة بن أعين فكرة تولية إبراهيم بن الأغلب أمور إفريقية ومنحه استقلالا محليا طبقا للشروط السابق ذكرها وافق الرشيد على ذلك، وأصبحت ولاية إفريقية في بيت إبراهيم بن الأغلب.
صفوة القول أن كل الأحداث التي مرت بها المغرب جعلت الخلافة العباسية تفكر في إسناد هذه الولاية لرجل يتميز بصفات القدرة علىالحكم والولاء للدولة والإخلاص للبيت العباسي، والذي شجع العباسيين على إسناد هذه الولاية لإبراهيم بن الأغلب تلك التجربة السابقة مع المهالبة وهم بيت من

الصفحة 32