الحكام طالت ولايتهم واحدا بعد واحد على إفريقية في طاعةالدولةالعباسية، لأن بني العباس كانوا يرون إفريقية عبئا كبيرا عليهم، ويريدون أن يطمإن بالهم عن ناحيتها خاصة أنها كانت تكلفهم الكثير من المال فإذا عرض عليهم أحد رجالهم القادرين أن يحمل عنهم عبء إفريقية مع بقائه على طاعتهم وحفظ الأمن في الولاية دون أن يكلفهم مالا. كان من الطبيعي أن يرحبوا بمثل هذا الرض فما بالنا بإبراهيم بن الأغلب الذي عرض في هذه الصفقةأن يتنازل عن مبلغ مائة ألف دينار كانت مصر ترسلها معونة لوالي إفريقية، وهذا المبلغ سيئول إلى خزانة الدولة العباسعية في هذه الحال، لكل هذا وافقت الدولة العباسية على جعل ولاية إفريقية في بيت إبراهيم بن الأغلب مع البقاء على الطاعة والولاء.
واستطاع إبراهيم بن الأغلب أن يحقق التزاماته نحو الخلافة فكون قوة عسكرية كبيرة من البربر المستعربة الذين عملوا كجند في الجيش الأغلبي كما استكثر إبراهيم بن الأغلب من الصقالبة و هم جند من أصل أوربي كانوا يشترون صغارا من تجار الرقيق الذين يجلبونهم من أوروبا، كانوا يربون تربية عربية إسلامية ليكونوا بعد ذلك جندا وخدمأ للدولة في القصور والوظائف وكما أضاف إليهم بعد ذلك قوة من السود.
كذلك كون إبراهيم بن الأغلب قوة بحرية هائلة مكنت الأغالبة بعد ذلك من غزو صقلية ومالطة والسواحل الإيطالية، ولم يطمئن على حكمه إلا بعد أن تم له إنشاء كل هذه القوات خلال السنوات الأولى من حكمه لإفريقية، كما أقام إبراهيم الخطبة لبني العباس على المنابر ورفع شعار بني العباس، ودفع الخراج المقرر عليه وهو أربعون ألف دينار، ونقش اسم الخليفة على السكة، وشيد مدينة جديدة أطلق عليها العباسية (القصر القديم) تمجيدا لهم وتقع