كتاب تاريخ مملكة الأغالبة

جانب الزراعة والرعي، وكانوا يتنقلون من مكان إلى آخر، واحتلت تونس بخطواتها السريعة هذه محل مدينة قرطاجنة، فهي تشتمل على معالم الحياة من مبان وأسواق ودار صناعة للسفن التي أنشاها حسان بن النعمان ومن جاء بعده من الولاة والحكام الأغالبة، مما جعل العرب من سكان إفريقية يصابون بالغرور والكبرياء والتمرد على الحكام في القيروان
وإذا كان من المعروف عن فترة المهالبة أنهم قد أعطوا إهتماما كبيرا إفريقية لإقامة الأبنية والمنشات التي تميزت بها وخاصة في فترة يزيد بن حاتم الذي كان له دور كبير في توسيع جامع القيروان وإنشاء العديد من الأسواق في مدينتي تونس والقيروان وغيرهما، كما أنشا هرثمة ابن أعين القصور للمرابطين والزهاد والمحاربين على الساحل، فإن الأغالبة قد جلبوا المدينة والحضارة في إفريقية والمغرب الأوسط.
فمن أعظم إنجازات الأغالبة المعمارية تجديد مسجدي القيروان وتونس وهما المعروفان بمسجد عقبة بن نافع ومسجد الزيتونة - فمسجد القيروان قد تعرض لعدة تجديدات منذ أن أسسه عقبة ابن نافع الفهري إلى نهاية عصر الأغالبة، وذلك فى عهود: حسان بن النعمان وحنظلة بن صفوان وزيادة الله بن الأغلب الذي أدخل عليه التجديدات الحاسمة ورفع قبابته ومئذنته وإعطائه صورته الحالية، ويذكر ابن عذاري أن زياالله أنفق أموالا كثيرة في هذا العمل، وكان يفتخر بهذا العمل فيقول (" ما أبالي ما قدمت عليه يوم القيامة وفي صحيفتي أربع حسنات:. بنياني المسجد الجامع بالقيروان، وبنياني

الصفحة 36