كتاب تاريخ مملكة الأغالبة

قنطرة أم الربيع، وبنياني حصن مدينة سوسة، وتوليتي أحمد بن أبي محرز قضاء افريقية.
وقال الأستاذ أحمد فكري عن جامع القيروان في كتابه " آثار تونس الإسلامية ومصادر الفن الإسلامي: (" ولا يقتصر فضل القيروان على التخطيط، فإن هذا المسجد العظيم يحوي عناصرمعمارية ظهرت فيه لأول مرة في تاريخ العمارة أو على الأقل يبقى فيها أقدم الأمثلة التي لاقت من بعده انتشارأ كبيرا في بلاد الشرق والغرب، وأصبحت من العناصر المميزة للعمارة الإسلامية، وأذكر من هذه العناصر اقواس مسجد القيروان
وكذلك قام زيادة الله بتجديد وتوسيع جامع تونس ولكن المنية أدركته قبل أن يكملها، فتولى بعده إبراهيم بن أحمد سادس أمراء الأغالبة فهو الذي أمر ببناء قبابه المضلعة، ووضع فيه أعمدة الرخام وزينه بالزخارف والنقوش والكتابات الكوفية الجميلة، وكذلك أمر إبراهيم بن أحمد ببناء القبة الكبيرة الموجودة الأن في جامع القيروان وهي من أجمل القباب في تاريخ المساجد الإسلامية. وحول القباب في مسجد القيروان يقول الدكتور أحمد فكري (" ولا شك أن أول مثل إسلامي للنظام المبتكر للقباب المرتكزة على اقواس يظهر أيضا في مسجد القيروان، وسواء أكان الفضل في وضع هذا النظام الجديد يعود إلى الفرس أو إلى الرومان، وسواء أكان الأصل في اشتقاق هذه القباب يرجع إلى مصر القبطية أم إلى إفريقية البيزنطية، وأيا كان الأصل في هذه القباب فإنه لا يضعف شأن بنيان القيروان".

الصفحة 37