كتاب تاريخ مملكة الأغالبة

تسمى الأسطوانات مرفوعة على عمد وفوقها سقف يتكون من ثلاث قباب، وهذه القاعات والأسطوانات يؤدي بعضها الى بعض وهي تستعمل للنوم والأكل، ويليها صحن الرباط وهو مساحة واسعة مسورة تدورحولها البوائك، وهذه البوائك طابقين وهي تفتح أو تطل على صحن الرباط، وفي ركن من الصحن يقوم مسجد الرباط.
وحول الرباط وقصره قال الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب (" في فجر المائة الثالثة للهجرة وجه الأمير زيادة الله عناية كاملة لإعادة الحصن الذي أقامه أبو إبراهيم الأكبر في مكان الرباط الخالي، فيامر أحد فتيانه بتوسيع نطاق الحصن الأول ويجعله على طابقين أسفل وأعلى ويقيم فيه ثلاثين غرفة لسكنى المرابطين علاوة على الحمام والمرحاضات، وينصب في الطابق العلوي مسجدا جامعا للصلاة والخطبة، ويبني المسجد على أقواس متماسكة العقود. وهو أول مسجد يبنى أي قبل إنشاء فنائه وقبل الجامع الكبير الاتي ذكرهما، فمن يقطن سوسة وقتئذ كان يقصد الرباط لأداء الجمعة والأعياد.
وكان رباط سوسة قريب الشبه برباط المنستير وهوأقدم وأجمل منه من الناحية الهندسية، وقد اتسع هذا الرباط حتى أصبح على شكل حصن كثير

الصفحة 39