كتاب تاريخ مملكة الأغالبة

ومقاما له ومعقلا لأسرته كانت تتكون من قصور وحدائق ومعسكرات وأماكن للعبادة، ولم يبق من آثار هذه المدينة (الأن) شيء، كما كانت تسمى العباسية ثم سميت بالقصر القديم تميزأ لها عن مدينة القصر الجديد (رقادة) التي بناها إبراهيم بن أحمد سنة264 هـ /78 م
واعتنى الأغالبة كذلك ببناء صهاريج المياه وجبابها، والصهريج عبارة عن خزان ماء فوق الأرض، أما الجب فلا يكون إلا في باطن الأرض، والجب مخزن واسع يتكون من حجرة واسعة قد يصل قطرها إلى أربعين مترا، وعمقها نحو عشرين مترا ثم يبنون عند الماء حجرة أو قبوا واسعا بالحجر أوالطوب الأحمر أو الطوب المغطى بالبلاط الذي لا تؤثر فيه المياه.
كذلك أكثر الأغالبة من بناء المواحل، والماحل عبارة عن أحواض ماء واسعة وعميقة تشبه الفسقيات يتجمع فيها ماء المطر وهي دائما مكشوفة، وقد يقام في وسط الماحل جوسق يجلس فيه الأمير للراحة، ومواحل القيروان وسوسة وتونس تعتبر من الأثار الجميلة التي تستحق المشاهدة.

الصفحة 41