كتاب تاريخ مملكة الأغالبة

استطاع إدخاله في خدمته من أهل إفريقية، وساعده على ذلك أن أخاه الياس بن حبيب كان قائدا عسكريا قادر وهو الذي ثبت أقدام دولة أخيه، وبدلا من أن يتعاون عبد الرحمن بن حبيب مع أخيه ويظهر له موفيا لما اتفق معه عليه من أن يكون إلياس وليا لعهده، نجده يتخوف منه ويفكر في عزله عن ولاية الجند، ولكن إلياس نجح في جمع طائفة كبيرة من الفرسان والمقاتلين الجند البلدية في إفريقية بجانبه
وزاد في ضعف مركز عبد الرحمن بن حبيب أنه لم يفكر في توحيد العناصر العربية الموجودة في البلاد أو الاستعانة بالعنصر البربري في إدارة شؤون الإمارة لكي يستطيع التثبت في ولايته، إذا ما ظهر له منافس أو ثارعليه ثائر أو خرج عليه خارج، وتعجل عبد الرحمن بن حبيب الأمر فعزل أخاه عن القياد وأزمع المبايعة لابنه حبيب بولاية العهد مما جعل إلياس يحرض أهل إفريقية ويتآمر مع أخيه عبد الوارث لقتله.
وإزاء كل هذه الأخطاء لعبد الرحمن سواء من ناحية الدولة العباسية أو من ناحية إفريقية تحرج مركزه ووقع القتال بينه وبين أخيه إلياس، وكان معه معظم رؤساء الجند، فكانت النتيجة أن قتل عبد الرحمن بن حبيب في سنة 137 هـ، وفر ابنه حبيب إلى تونس
وهكذا أسدل الستار على عبد الرحمن بن حبيب الفهري بعد أن قضى في الإمارة عشر سنوات وسبعة أشهر قضاها كلها في حروب مع البربر.
ثم استعان ابنه حبيب بجماعات البربر لاستعادة ملك أبيه في إفريقية، ونجح في قتل عمه إلياس ولكن لم يدم حكمه حتى استولى عمه عبد الوارث

الصفحة 8