كتاب تاريخ مملكة الأغالبة

على القيروان، ففر حبيب إلى قبيلة بربرية كبيرة مستعرية تعرف باسم ورفجومة وهي قبيلة طارق بن زياد، وكان يرأس هذه القبيلة عاصم بن جميل، وكان من الخوارج الصفرية وهو ابن أخت طارق بن زياد الذي تمكن من القضاء على حكم ونفوذ بني حبيب في إفريقية، واقتحم مع رجال قبيلته القيروان وأقام فيها حكما خارجيا صفريا واضطهدوا أهل السنة حتى قيل! نهم دخلوا بخيلهم المسجد الجامع بالقيروان، ولما بلغ ذلك أبا الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري إمام الخوارج الإباضية في جبل نفوسة غضب لما أصاب المسجد، فسار بجموعه ودخل القيروان وقتل عاصم بن جميل، وبذلك انتهى حكم بني عبد الرحمن بن حبيب في إفريقية.
كل هذه الحوادث أفزعت أبا جعفر المنصور، فامر واليه على مصرآنذاك محمد بن الأشعث الخزاعي بالمسير إلى إفريقية وإخراج الإباضية الذين استولوا على إفريقية من الخوارج الصفرية وإعادتها إلى دولة أهل السنة والجماعة، وكان جيش واليه يضم حوالي 000، 40 مقاتل، وقد استطاع أن يعيد به إفريقية مرة ثانية إلى مذهب السنة مذهب الدولة العباسية.
غير أن محمد بن الأشعث عين نائبا له في إفريقية يسمى أبا الأحوص عمرو بن الأحوص العجلي ولكنه لم يتمكن من التغلب على ما كان يحدث

الصفحة 9