كتاب تراجم أعيان المدينة في القرن 12

عمر المكي العلوي سبط الشيخ عبد الله بن سالم البصري بعد أن قرأ
عليه "صحيح البخاري "، وقرأ بعض "الهداية" على الميرزا (1) إبراهيم
الأزبكي (2)، وشرح " التجريد في الكلام " (3) على العلامة محمد رضا
العباسي، وأخذ إجازة الخطى على محمد أفندي بن علي (4) /القيصري من
تلاميذ شكر زاده.
درس في المسجد النبوي، وإليه انتهت رياسة الفقه في وقته. وكان
مرجعا لأهل المدينة في أسئلتهم. وإليه النهاية في التقرير والتحرير
والغاية في التحقيق والتدقيق. إذا قرأ كتابا يجري فيه القواعد
المنطقية والآدابية على أحسن أسلوب، فصيحا، متكلما، مهابا. إذا حضر
مجلس حاكم أو غيره كان هو المتكلم فيه.
ولي القضاء في عام 1186 ه خمسة وثلاثين يوما. فتعصب عليه ناس
من هدمة الشريعة، لكونه ما يرتشي وما يقبل رجاءهم في الأحكام.
فكان إذا حكم بحكم شرعي يستهزئون بذلك الحكم، فرفع نفسه منه.
وكان إماما في المحراب النبوي، ما سئل عن علم إلا وأجاب لمشاركته في
العلوم.
له، "حاشية على ديباجة الدرر" حين أقرأه في المسجد النبوي. وله
بعض تحقيقات وأجوبة على مسائل. ومن شعره قصيدة مدح بها السيد
أحمد بن عمار الجزائري، مهنئا له بزيارة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لما قدم مكة بعد
__________
(1) الميرزا: كلمة فارسية مختصرة من (أمير زاده) أي: ابن الأمير.
(2) ويمكن كتابتها بالواو " أوزبكي".
(3) للقوشجي.
(4) في سلك الدرر: علي بن محمد.

الصفحة 22