كتاب تراجم أعيان المدينة في القرن 12

بين يدي المخطوطة
ما زالت الأيدي الخلصة تبحث عن كنوز العرب والمسلمين في زوايا
المكتبات في العالم. ما زالت المكتشفات تترى تباعا. وعلى الرغم من
الغبار المترا أ على هذه الكتب، فان الشعاع الذي تكننفه سطورها
سرعان ما يتألق إثر إزاحة غبار السنين عن إحدى الخطوطات .. كنوز
العرب الحقيقية، مما يزيد من مكانة العرب، ويرفع من مقام المسلمين.
ولقد جبت الشرق: إيران، باكستان، الهند، الصين .. مدينة مدينة
أحيانا، طلعت على مكتباتها، فعثروا على مخطوطات عربية وإسلامية
تنتظر الأيدي الأمينة التي تزيح عنها غبار السنين والقرون. وطفت
بعض مكتبات أوروبة، فكانت كنوزنا هناك مطوية نائمة، كما كانت
غريبة هائمة.
وكنت كلما أبت إلى وطني حملت معي من تلك البلاد زاد المسافر
العالم؛ مجموعة من مخطوطات (مصورة)، وانطويت بعزم الدؤوب على
خدمة العربية بنشر ما يتيسر لي منها. قد سهل الله علي، إذ نشرت
بعضها كدمية القصر، وديوان الباخرزي، وأسماء الكتب، والجوهرة في
نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة العشرة ... وما زلت على عزمي. ولا يعادل عزمي همة أولئك العلماء الذين يدمجون ليلهم بنهارهم، وربيع عمرهم بخريفه.
وفي خريف عام 1983 م سافرت الى "بودابست "، وبين طيات
كتبها، عثرت على مخطوطة صغيرة الحجم، لا يأبه لها المرء باديء ذي

الصفحة 5