كتاب تراجم أعيان المدينة في القرن 12

بالنظر الى عنايته بترجمة العلماء، ولا شبها ممن قدموا إك المدينة المنورة
للجوار، أو للتدريس، أو للتأليف.
وعدت إلى "إيضاح المكنون " أقلبه، فتوقفت عند عدد من
الأسماء، ثبت رأيي، ورجح يقيني عند عمر بن عبد السلام الداغستانى
المدني، الشاعر، المؤرخ. فقد وجدت له كتابا قريبا جدا من هذا
الكتاب ومن مضمونه، وعنوانه "تحفة الدهر في أعيان المدينة المنورة
من أهل العصر". ومما زاد في يقينا أنه ترجم لعدد ضاف من العلماء
القادمين من "داغستان "، أو من ذوي أصل داغستاني. لكن هذا
الترجيح غير كاف ما لم نعثر على مخطوطته ونتأكد من التشابه. ولهذا
نسبتها الى "مؤلف مجهول! " حتى تتهيأ لنا معلومات جديدة.
تراجم أعيان المدينة المنورة
في القرن 12 الهجري
وبعد، فهذه مخطوطة ثمينة للغاية؛ فهي بخط المؤلف نفسه - وإن
كان مجهولا حتى الآن -، وهي وحيدة في العالم، لا أخت لها ولا صنو،
ولم يذكرها " بروكلمان " لأنها قدمت عن طريق تركية إبان الحكم العثماني
على هنغارية (المجر)، وطوتها السنون هناك. كتبها المؤلف حتما بعد سنة
1251 هـ، لأنها أعلى تأريخ ورد ذكره في المخطوطة، من غير اختلأف في
الخط.
وتأتي أهمية المخطوطة كذلك من أنها تسجل ترجمات لأعيان
معروفين فتزداد معرفتنا بهم، ولأعيان غير معروفين، نسي فضلهم
الزمان، حتى جاء هذا الكتاب فكشف عنهم، وهم جميعا من القرنين
الحادي عشر والثاني عشر، عدا اثنين منهما وصلا الى مطلع القرن
الثالث عشر .. بالإضافة الى سني ولاداتهم ووفياتهم، ومشايخهم الذين
درسوا على أيديهم، والبلاد التي توافدوا منها على المدينة المنورة من

الصفحة 7