كتاب تراجم أعيان المدينة في القرن 12

المشرق أو من المغرب، أو من الغرب، بالإضافة إلى عدد من السكان
الأصليين. يقول في المقدمة:
لا أما بعد. فهذه نبذة يسيرة من تراجم أفاضل المدينة المنورة من
أهل القرن الثاني عشر، وممن أدرك الحادي عشر، وذكر مشايخهم ..
وتاريخ ولادة من عرفت ولادته، وقدوم من عرف قدومه ".
وبرزت أهميتها كذلك من القوائم الشجرية التي رتبها المؤلف بنفسه،
ويبين فيها كل عالم، ومن هم الذين خلفوه من أبناته وأحفاده. وبالنظر
إلى أهمية هذه القوائم، ولما كاشا هذه الجداول غير واضحة بخطه فقد
أعدت ترتيبها لدى خطاط، بشكل مطابق تماما لترتيب المؤلف. وقد
وضعت نموذجاً واحدا في المقدمة للأطلاع عليه. وعدد هذه القوائم
الشجرية أربعة، وضعتها في خاتمة الكتاب.
وعلى الرغم من صغر حجم المخطوطة، فإن المؤلف استطاع أن يعرف
بأكثر من مئة عالم، ناهيك عن عدد كبير من المؤلفات الى ألفها هؤلاء،
أو اطلعوا عليها، أو درسوها بأنفسهم أو على شيوخهم. بالإضافة إلى
عشرات من الشيوخ الذي ورد ذكرهم عرضأ في أتناء الترجمات.
ولقد خالف المؤلف أصحاب كتب الأعلام، إذ أنه لم ينتهج خطة
ترتيب الأسماء بحسب التسلسل الألفبافب، ولا بحسب الوفيات. بل كان
يحاول - من غير عبء دقيق - ذكر الأسر العلمية، بدءاً من الجد،
فالأب، فالأخوة، فالابناء، فالأحفاد .. هذا إن وجد للعالم حفدة ممن
سار على ركابه، كآل الشرواني، والسندي ... وغيرهم. وهذا ما جره إلى
تلك القوائم الشجرية النسبية التي نوهنا بها، وليته أكثر منها.
وهو حين يذكر العالم، يذكر الاسم كاملاً، مع تعريفا علمى وحياتي
وافيين، ويعدد أسماء الشيوخ الذين تتلمذ على أيديهم، وأسماء الكتب
التي ألفوها أو اختصروها أو شرحوها. وقد يطيل في الترجمة، وقد

الصفحة 8