كتاب تراجم أعيان المدينة في القرن 12

يكتفي بتعداد الأسماء، ولاشبها في الصفحات الأخيرة.
والمؤلف صادق تماما في حديثه. فهو إذا غمض عليه شرح صرح به،
كقوله عن أبي الطيب بن عبد القادر: "ولا نعرف مشايخه ". وإذا نسي
سنة ولادته أو شك " فيها " ترك مكانها بياضاً على أمل الوصول إلى الحقيقة
فيما بعد فيثبتها، تماما كما كان يفعل بالشعر. وقد يفصل أحيانا فيحدد
الشهر مع السنة.
والطريف في الأمر أنه يعلمنا عن بعضهم أغم ما زالوا أحياء حتى
ياريخ كتابة الترجمة. فيقول عن محمد بن أبي القاسم مثلاً: "ولد سنة
1124 هـ .. وهو موجود الآن ".
ونحن إن لم نعرف اسم المؤلف، فقد عرفنا مكانته العلمية بصلاته
هذه. وهي ترجمة من هذه الترجمات، ولكن ينقصها الاسم. فهو من
تلاميذ الحلقات في المسجد النبوي، وكان حيا حتى سنة 1251 هـ.
وكتب الأعلام - كما نعلم من أقل الموضوعات كمية في مكتباتنا،
ولكنهامن أكثرها أهمية. ولاسيما اذا كان الكتاب يضم ترجمات لمجموعة
من الرجال لحقبة حرجة، هي حقبة العصر العثماني، ولبقعة تعد من أبرز
البقاع العربية والإسلامية .. هي المدينة المنورة. ونحن بحاجة ماسة إلى
مثل هذه الكتب التي تؤرخ للجزيرة العربية، زيادة في ربط تاريخها
القديم بتاريخها المعاصر.
وحين راسلت دار الشروق في جدة. عارضا عليها كتابي هذا
للطبع، أبدت موافقتها مشكورة. وبالتالي عرضته على العلامة المؤرخ
الشيخ عبد القدوس الأنصاري لإبداء رأيه السديد في القيمة العلمية
للكتاب. فنصح سيادته بالاطلاع على الكتاب القيم "تحفة المحبين
والأصحاب " لمؤلفه عبد الرحمن الأنصاري لإحتمال الاستفادة منه ..
لتشابه المضمون.

الصفحة 9