كتاب طبقات القراء السبعة وذكر مناقبهم وقراءاتهم

وقوله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ القرآن وعمل بما فيه- وفي رواية أخرى: «وعلم ما فيه» - ألبس والده يوم القيامة تاجا ضوؤه أحسن من ضوء الشمس» (¬1).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ القرآن ألبس والده التيجان والحلل» (¬2).
وجاء في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أشراف أمّتي حملة القرآن وأصحاب الليل» (¬3).
وما رواه أبو موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجّة، طعمها طيّب وريحها طيّب» (¬4).
وكيف يتعلق بهذه الدنيا من فهم قوله تعالى: وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ (¬5)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء» (¬6).
¬__________
(¬1) سيأتي بطوله (ص/ 39) تعليق (3).
(¬2) لم نقف عليه.
(¬3) أخرجه الطبراني في «الكبير» (12/ 97) (12662) دون قوله صلى الله عليه وسلم: «وأصحاب الليل».
وأخرجه بتمامه ابن عدي في «الكامل» (4/ 398)، والإسماعيلي في «معجمه» (1/ 319 - 320)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2703)، والخطيب في «تاريخه» (4/ 124)، (8/ 80).
قال الهيثمي (7/ 161): رواه الطبراني عن ابن عباس، وفيه سعد بن سعيد الجرجاني، وهو ضعيف.
وقال الذهبي في «الميزان» (2/ 121): قال البخاري: لا يصح حديثه. يعني:
«أشراف أمتي حملة القرآن ... ».
وقال أيضا: وأما حديث حملة القرآن، فرواه عن نهشل، وهو هالك، عن الضحاك عن ابن عباس، رفعه ...
قال الألباني في «السلسلة الضعيفة» (5/ 436) (2416): وتعصيب الجناية في هذا الحديث بنهشل أولى، فإنه كان كذابا كما قال أبو داود الطيالسي وابن راهويه.
(¬4) أخرجه البخاري (5427)، (7560)، ومسلم (797)، وأبو داود (4830)، والترمذي (2865)، والنسائي (5041)، وابن ماجة (214) مطولا.
(¬5) سورة الحديد، الآية: 20.
(¬6) أخرجه الترمذي (2320)، وابن ماجة (4110)، والطبراني في «الكبير» (6/ 157) -

الصفحة 24