كتاب طبقات القراء السبعة وذكر مناقبهم وقراءاتهم

نتغنى فمن لم يفعل فقد خالفنا وخرج عن جملتنا، وهذا باطل، وقد نعتت (¬1) أم سلمة رضي الله عنها قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فوصفت قراءة مفسرة حرفا حرفا (¬2).
وروى عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال: كانت قراءة النبيّ صلى الله عليه وسلم المدّ، ليس فيها ترجيع (¬3).
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن بألحان العرب» (¬4).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله- عزّ وجلّ- يتعاطون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم/ السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده» (¬5).
وقال فضيل (¬6) رحمه الله: حامل القرآن حامل راية الإسلام (¬7)، وقال:
¬__________
(¬1) في الأصل: (تغنت)، والمثبت من مصادر التخريج.
(¬2) أخرجه- مطولا دون أبي عبيد- أبو داود (1466)، والترمذي (2923)، والنسائي (1023) (1630)، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 156)، وأحمد (6/ 294، 300). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
(¬3) أخرجه الطبراني في «الكبير» كما في «المجمع» (2/ 266)، وقال الهيثمي عقبه:
وفيه عمرو بن وجيه وهو ضعيف، وأخرجه أيضا في «الأوسط» (5/ 375) (4744). قال الهيثمي (7/ 169): وفيه من لم أعرفه.
(¬4) سيأتي بطوله (ص/ 33) تعليق (1).
(¬5) أخرجه أبو داود (1455) بهذا اللفظ عن أبي هريرة، وفيه: «يتلون» بدلا من: «يتعاطون» وأخرج نحوه مطولا مسلم (2699)، والترمذي (2945)، وابن ماجة (225)، من حديث أبي هريرة.
وأخرج نحوه أيضا مسلم (2700)، والترمذي (3378)، وابن ماجة (3791)، وعبد الرزاق (20577)، وأحمد (2/ 447)، و (3/ 33، 49، 92، 94)، وأبو يعلى (1252) (1283)، من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، مع زيادات في بعض الطرق واختصارات في بعضها الآخر.
(¬6) هو أبو علي، الفضيل بن عياض الخراساني. مات بمكة سنة 187 هـ.
انظر: «سير أعلام النبلاء» (8/ 421).
(¬7) أخرجه الآجرّي في «أخلاق حملة القرآن» (ص/ 60)، وأبو نعيم في «الحلية» (8/ 92).

الصفحة 27