كتاب طبقات القراء السبعة وذكر مناقبهم وقراءاتهم

وقال صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله عزّ وجلّ فيمن عنده» (¬1).
وقال صلى الله عليه وسلم وقد خرج على أصحابه في الصّفّة، فقال: «أيّكم يحبّ أن يغدو إلى بطحان أو العقيق، فيأخذ كوماوين زهراوين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟»، فقالوا: كلنا يا رسول الله، قال: «فلأن يغدو أحدكم كلّ يوم إلى المسجد فيتعلّم آيتين من كتاب الله عزّ وجلّ خير له من اثنين وثلاث وأربع، خير له من أربع ومن أعدادهنّ من الإبل» (¬2).
وعن أسيد بن حضير قال: بينما هو من الليل يقرأ سورة البقرة وفرسه مربوط (¬3) عنده إذ جالت الفرس، فسكت وسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبا منها فأشفق أن تصيبه، ولما اجترّه (¬4) رفع رأسه إلى السماء حتى/ ما يراها، فلما أصبح حدّث النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال له: «اقرأ يا ابن حضير (¬5)، اقرأ يا ابن حضير»، قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا، فرفعت رأسي فانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء وإذا مثل الظلّة (¬6)، فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها،
¬__________
- والترمذي (2904)، والنسائي في الكبرى (8045، 8046، 8047)، وعبد الرزاق (6016)، وابن أبي شيبة (10/ 490)، وأحمد (6/ 48، 94، 110، 170، 239، 266)، والدارمي (3411)، وابن حبان (767)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
(¬1) تقدم تخريجه (ص/ 27) تعليق (5).
(¬2) أخرجه مسلم (803)، وأبو داود (1456)، وابن أبي شيبة (10/ 503 - 504)، وأحمد (4/ 154)، وابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص/ 47 - 48) (64)، وابن حبان (115)، والطبراني في «الكبير» (17/ 290) (799)، مع اختلاف يسير زيادة ونقصا.
(¬3) في الأصل: (مربوطة)، والمثبت من البخاري، والفرس للذكر والأنثى. انظر:
«القاموس المحيط»: (فرس).
(¬4) في الأصل (أخبره)، والمثبت من البخاري.
(¬5) في الأصل: (من حضر)، والمثبت من مصادر التخريج.
(¬6) في الأصل: (الظلمة)، والمثبت من مصادر التخريج

الصفحة 40