كتاب طبقات القراء السبعة وذكر مناقبهم وقراءاتهم

وعنه صلى الله عليه وسلم في خطبة يوم غدير خمّ: «أمّا بعد، فإني تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به»، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: «وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي ... » وذكر الحديث، وفي رواية: «أولهما/ كتاب الله، فيه الهدى والنور، من استمسك وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضلّ» (¬1).
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ لله أهلين من الناس»، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: «أهل القرآن أهل الله وخاصّته» (¬2).
وعن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لله أشدّ أذنا إلى الرجل
¬__________
- وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (6485)، من طريق ابن جريج عن الزهري عن أنس، وأخرجه عبد الرزاق (5977)، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 201)، من طريق ابن جريج عن رجل عن أنس.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قال: ذاكرت به محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) فلم يعرفه واستغربه.
وقال محمد: ولا أعرف للمطلب بن عبد الله سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن أبي حاتم في «مراسيله» (ص/ 210): سمعت أبي يقول: المطلب بن عبد الله بن حنطب عامة حديثه مراسيل، لم يدرك أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا سهل بن سعد وأنسا وسلمة بن الأكوع ومن كان قريبا منهم.
(¬1) أخرجه بهذا اللفظ الدارمي (3359). وأخرجه مطولا مسلم (2408)، وأحمد (4/ 366 - 367)، وابن أبي عاصم في «السنة» (1556 - 1557)، والطبراني في الكبير (5/ 183) (5028). وأخرجه بمعناه الترمذي (3788).
(¬2) أخرجه النسائي في «الكبرى» (8031)، وابن ماجة (215)، والطيالسي (ص/ 183) (2124)، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 88)، وأحمد (3/ 127 - 128، 142)، والدارمي (3369)، وابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص/ 50) (75)، والحاكم (1/ 556).
قال البوصيري في «مصباح الزجاجة» (1/ 72): هذا إسناد صحيح، رجاله موثوقون.

الصفحة 42