كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

* وسُئِلَ سهل بن عبد اللَّه (¬١): متى يستريحُ الفقير؟ فقال: "إذا لم ير لنفسه غير الوقت الذي هو فيه".
*وقال أبو بكر بن طاهر (¬٢): "من حكم الفقير أن لا يكون (¬٣) له رغبة، وإنْ كان لا بدَّ فلا تجاوز رغبتُه كفايتَه" (¬٤).
* وسُئِلَ بعضهم (¬٥) عن الفقيرِ الصادق، فقال: "الذي لا يَملِك ولا يُملَك".
*وقال ذو النون (¬٦): "دوام الفقرِ إلى اللَّه تعالى مع التخليط أحبُّ إليَّ من دوام الصفاء مع العُجْبِ" (¬٧).

فصل
فجملة نعت الفقيرِ حقًّا أنَّه المتخلي من الدنيا تظرّفًا (¬٨)، والمتجافي عنها تعفّفًا، لا يستغني بها تكثّرًا (¬٩)، ولا يستكثر منها تملُّكًا. وإن كان
---------------
(¬١) التستري، انظر: المصدر السابق.
(¬٢) اسمه عبد اللَّه بن طاهر الأبهري، من أقران الشبلي. وكان من أجلِّ المشايخ بالجبل. توفي نحو (٣٣٠ هـ)، طبقات الصوفية (٣٩١).
(¬٣) "ف": "تكون"، والأصل غير منقوط. وفي "ك، ط" والقشيرية كما أثبتنا.
(¬٤) القشيرية (٢٧٨).
(¬٥) هو أبو بكر المصري كما في القشيرية. وهو محمد بن أحمد بن محمد الكناني المصري الشافعي ابن الحدَّاد، لازم النسائي وتخرَّج به، توفي سنة (٣٤٥ هـ). السير (١٥/ ٤٤٥).
(¬٦) القشيرية (٢٧٨).
(¬٧) بعده في "ك، ط": "واللَّه أعلم".
(¬٨) "ك": "تطرقًا"، "ط": "تطرفًا"، وكلاهما تصحيف.
(¬٩) "ن": "تكبرًا".

الصفحة 105