كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وقد ذُلِّلتْ منها القطوفُ فمن يُرِدْ ... جناها يَنَلْه كيف شاءَ وينعَمُ
وقد فُتِحت أبوابها وتزينت ... لِخُطَّابها (¬١) فالحسنُ فيها مقسَّمُ
أقام على أبوابها داعي الهدى ... هلمُّوا إلى دار السعادة تغنموا
وقد طابَ منها نُزْلُها ومقيلُها ... فطوبى لمن حلُّوا بها وتنعموا
وقد غرس الرحمنُ فيها غِراسَه ... من النَّاسِ، والرحمن بالغرس أعلمُ
فمن كان من غرس الإله فإنَّهُ ... سعيدٌ وإلا فالشقا متحتِّمُ
فيا مسرعينَ السيرَ باللَّه ربِّكم ... قِفوا بي على تلك الربوع وسلِّموا
وقولوا: محبٌّ قاده الشوقُ نحوَكم ... قضى نحبَه فيكم تعيشوا وتسلَموا
قضى اللَّه ربّ العالمين قضيةً ... بأنَّ الهوى يُعمي القلوبَ ويُبكِمُ
وحبُّكُمُ أصلُ الهدى ومدارُه ... عليه وفوزٌ للمحبِّ ومغنمُ
وتفنى عظامُ الصَّبِّ بعد مماته ... وأشواقُه وقفٌ عليه محرَّمُ
فياأيها القلبُ الذي ملَك الهوى ... أعِنّتَه، حتَّامَ هذا التلؤُّمُ
وحتَّامَ لا تصحو وقد قرُب المدى ... ودقّت كؤوسُ السير والنَّاسُ نُوَّمُ
بلى سوف تصحو حين ينكشف الغطا ... ويبدو لك الأمرُ الذي كنت تكتمُ
ويا موقدًا نارًا لغيرك ضؤوها ... وحرُّ لظاها بين جنبَيك يضرَمُ
أهذا جنَى العلمِ الذي قد غرستَه ... وهذا الذي قد كنتَ ترجوه تطعَمُ
---------------
(¬١) "ك": "لخاطبها".

الصفحة 110