كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

أحِبَّتنَا عطفًا علينا فإنَّنا ... بنا ظمأٌ، والموردُ العذبُ أنتمُ
فيا ساهيًا في غَمْرةِ الجهلِ والهوى ... صريعَ الأماني عن قليلٍ ستندَمُ
أَفِقْ قد دنا الوقتُ الذي ليس بعده ... سوى جنَّةٍ أو حرِّ نارٍ تضرَّمُ
وبالسنة الغرَّاءِ كنْ متمسِّكًا ... هي العروة الوثقى التي ليس تُفْصَمُ
تمسَّكْ بها مَسْكَ البخيل بمالهِ ... وعَضَّ عليها بالنواجذِ تسلمُ
وإِيَّاكَ ممَّا أحدث الناسُ بعدها ... فمرتعُ هاتيكَ الحوادثِ أوخَمُ
وهَيِّئْ جوابًا عندما تسمع النِّدا ... من اللَّه يومَ العرضِ: ماذا أجبتمُ
بهِ رُسُلي لمَّا أتوكمْ، فمن يُجِبْ ... سواهم سيخزى عند ذاك ويندمُ
وخذْ من تقى الرحمن أسبغَ جُنَّةٍ ... ليومٍ به تبدو عيانًا جهنَّمُ
ويُنصبُ ذاك الجسرُ من فوق متنها ... فهاوٍ ومخدوشٌ وناجٍ مسلَّمُ
ويأتي إلهُ العالمين لوعده ... فَيفْصِلُ ما بين العباد ويحكمُ
ويأخذ للمظلوم إذ ذاك حقَّه ... فياويحَ من قد كان للخلق يَظلِمُ
ويُنشَر ديوانُ الحساب وتوضَع الـ ... ـموازينُ بالقسط الذي لا يُظَلمُ (¬١)
فلا مُجْرِمٌ يَخْشَى هناكَ ظُلامةً ... ولا مُحسِنٌ من أجره الذرَّ يُهضَمُ
وتشهد أعضاء المسيء بما جنى ... لذاك على فيه المهيمنُ يَختِمُ
---------------
(¬١) كذا في الأصل وغيره، وضبط في الأصل و"ف" بفتح الظاء واللام المشددة المفتوحة. والمعنى: الذي لا يُنسب إلى الظلم. وفي "ط": "ليس يظلم".

الصفحة 114