كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

ويا ليتَ شعري كيف حالُكَ عندما ... تَطايرُ كُتْبُ العالمين وتُقسَمُ
أتأخُذُ باليمنى كتابَكَ أم [ترى] (¬١) ... بيُسراكَ خلفَ الظهرِ منك تُسلَّمُ
وتقرأ فيه كلَّ شيءٍ عملتَهُ ... فيُشرقُ منك الوجهُ أو هو يُظْلِمُ
تقولُ: كتابي هاؤمُ فاقرؤو لي ... يُبَشِّرُ بالجنَّاتِ حقًا ويُعلِمُ (¬٢)
وإنْ تكن الأخرى فإنَّكَ قائِلٌ ... ألا ليتني لم أوتَهُ فهو مُغرِمُ
فلا والذي شقَّ القلوب وأودع الـ ... ـمحبَّةَ فيها حيث لا تتصرَّمُ
وحَمَّلها قلبَ المحبِّ وإنَّهُ (¬٣) ... ليضعفُ عن حمل القميص ويألمُ
وذلَلَ فيها أنفسًا دون ذلِّها ... حياضُ المنايا فوقها هي حُوَّمُ
[فلقد فازَ أقوامٌ وحازوا مَرابحًا ... بتركهم الدنيا وَالاقبالِ منهُمُ (¬٤)
على ربِّهم طولَ الحياة وحبِّهم ... على نهجِ ما قد سنَّهُ فَهُمُ هُمُ] (¬٥)
---------------
(¬١) زيادة من "ط" لإقامة الوزن، ولم ترد في الأصل وغيره.
(¬٢) "ك، ط": "اقرؤوه. . . تبشر. . . تعلم".
(¬٣) "ف": "فإنَّه".
(¬٤) قد أضيف هذا البيت والذي يليه إلى الأصل قديمًا قبل أن تنسخ منها "ف". ولم يردا في أصل "ن" أيضًا، فزادهما بعضهم فيها بخط حديث.
(¬٥) بعد هذا البيت بياض في الأصل بقدر نصف صفحة؛ لأن هذا الجزء من الأصل نسخ مستقلًّا عما يليه. وكتب في الحاشية اليمنى: "علق منها لنفسه نسخة علي بن زيد بن علوان بن صَبِرة بن مهدي بن حريز الزبيدي الأثري اليمني داعيًا لناظمها ومالكها ولكل مسلم بالموت على الإسلام والسنة". وصاحب الحاشية من علماء القرن الثامن. ولد في "رَدْما" سنة ٧٤١ هـ. وتوفي بالقاهرة سنة ٨١٣ هـ. انظر ترجمته في شذرات الذهب (٤/ ١٠٢ - ١٠٣).

الصفحة 115