كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وكان يدعو: "يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك" (¬١). يعلم (¬٢) -صلى اللَّه عليه وسلم- أن قلبه بيد الرحمن عزَّ وجل لا يملك هو (¬٣) منه شيئًا، وأنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ يصرفه كما يشاء، كيف وهو يتلو قوله عزَّ وجلَّ: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (٧٤)} [الإسراء/ ٧٤].
فضرورته -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى ربه وفاقته إليه بحسب معرفته به، وبحسب (¬٤) قربه منه ومنزلته عنده، وهذا أمر إنَّما لمن بعده منه (¬٥) ما يرشح من ظاهر الوعاءِ. ولهذا كان أقربَ الخلق إلى اللَّه وسيلة، وأعظمهم عنده جاهًا، وأرفعهم عنده منزلة؛ لتكميله مقام العبودية والفقر إلى ربه عزَّ وجلَّ.
---------------
= والحديث أعلَّه النسائي بجعفر بن ميمون، فقال: ليس بالقوي. ووافقه المنذري. وجعفر له منكرات، وقد تفرَّد بهذا اللفظ في الحديث.
والحديث صحَّحه ابن حبان، وحسَّن إسناده الهيثمي، وابن حجر. انظر: مجمع الزوائد (١٠/ ١٣٧)، ونتائج الأفكار (٢/ ٣٦٩)، وجاء عن أنس عند النسائي في عمل اليوم والليلة (٥٧٠)، قال ابن حجر: "حسن غريب"، وانظر الأسماء والصفات للبيهقي (٢/ ٢٩١) (٢١٨). (ز).
(¬١) أخرجه أحمد (١٧٦٣٠) مطوَّلًا، وابن ماجه (١٩٩)، وابن حبان (٩٤٣)، والحاكم (١/ ٧٠٦) (١٩٢٦) وابن منده في التوحيد (١٢٠) وغيرهم من حديث النواس بن سمعان رضي اللَّه عنه. والحديث صحَّحه ابن حبان والحاكم وابن منده والبوصيري. انظر: مصباح الزجاجة (١/ ٢٧). وجاء هذا المتن عن جماعة من الصحابة. راجع السنة لابن أبي عاصم (٢٣٧،٢٣٢، ٢٤٠) وغيره (ز).
(¬٢) "ك": "فعلم".
(¬٣) "هو": ساقط من "ط".
(¬٤) "بحسب" ساقط من "ك". وفي"ط": "وحسب قربه".
(¬٥) "ك": "إنَّما هو لمن بعده ما"، ثم ضرب بعض القراء على "هو". وفي "ط": "إنَّما بدا منه لمن بعده ما".

الصفحة 17