كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
المقتصد، فمن تبع أثره من أصحابه حتَّى لحق به. وأمَّا الظالم لنفسه، فمثلي ومثلك". قال: فجعلت نفسها معنا (¬١).
وقال ابن مسعود: "هذه الأمة يوم القيامة أثلاث: ثلث يدخلون الجنَّة بغير حساب، وثلث يحاسَبون حسابًا يسيرًا، ثُمَّ يدخلون الجنَّة، وثلث يجيئون بذنوب عظام، فيقول اللَّه: ما هؤلاء؟ وهو أعلم بهم، فتقول الملائكة: هم مذنبون إلا أنَّهم لم يشركوا، فيقول عزَّ وجلَّ: أدخلوهم في سعة رحمتي" (¬٢).
وقال كعب: "تحاكَّتْ (¬٣) مناكبهم وربِّ الكعبة، وتفاضلوا بأعمالهم".
وقال الحسن: "السابق من رجحت حسناته (¬٤)، والمقتصد من استوت حسناته وسيئاته، والظالم من خفَّت موازينه" (¬٥).
واحتجت هذه الفرقة بأنَّه سبحانه سمّى الكلَّ "مصطفين"، وأخبر أنَّه
---------------
(¬١) أخرجه الطيالسي في مسنده (١٥٩٢) والحاكم (٢/ ٤٦٢) (٣٥٩٣). قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، فتعقبه الذهبي بقوله: "الصلت، قال النسائي: ليس بثقة، وقال أحمد: ليس بالقوي" (ز).
(¬٢) تفسير الطبري (٢٢/ ١٣٤).
(¬٣) كذا في الأصل، وهو الصواب. انظر: زاد المسير (٦/ ٤٩١)، وقرأ ناسخ "ف": "تحاذت"، وهو تحريف. ومثله في "ب، ك، ط". وفي تفسير الطبري (٢٢/ ١٣٤): "تماسّت". وفي المحرر الوجيز (٤/ ٤٣٩): "استوت".
(¬٤) "ك، ط": "السابقون. . حسناتهم".
(¬٥) زاد المسير (٦/ ٤٨٩). (ص). أخرجه الطبري (٢٢/ ١٣٥)، والبيهقيُّ في البعث (٧٥، ٧٦) بمعناه، وسنده صحيح. (ز).