كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
اصطفاهم من جملة العباد. ومحال أن يكون الكافر والمشرك من المصطفَين؛ لأنَّ الاصطفاء هو الاختيار، وهو افتعال (¬١) من صفوة الشيء، وهو خياره. فعُلِمَ أنَّ هؤلاء الأصناف الثلاثة صفوة الخلق، وبعضُهم خيرٌ من بعض: فسابقُهم مصطفى عليهم، ثُمَّ مقتصدهم مصطفى على ظالمهم، ثُمَّ ظالمهم مصطفى على الكافر والمشرك.
واحتجت أيضًا بآثار روتها تؤيد ما ذهبت إليه: فمنها ما رواه سليمان (¬٢) الشاذكوني، حدثنا حصين بن نُمير (¬٣)، عن ابن أبي ليلى (¬٤)، عن أخيه، عن أبيه، عن أسامة بن زيد، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذه الآية قال: "كلهم في الجنة" (¬٥).
ومنها ما رواه الطبراني (¬٦)، حدَّثنا أحمد بن حمَّاد ابن زُغبة (¬٧)، حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا ابن لهيعة، عن أحمد بن حازم
---------------
(¬١) "ط": "الافتعال".
(¬٢) "ف": "سلمان"، خطأ، وقد سقط من "ب".
(¬٣) "ف": "نَهْر" كذا مضبوطًا. "ك": "بهر"، "ب، ط": "بهز". والصواب ما أثبتنا من الأصل وكتب الرجال. وهو حصين بن نمير الواسطي أبو محصن الضرير، كوفي الأصل. انظر: تهذيب التهذيب (٢/ ٣٩١).
(¬٤) "ط": "عن أبي يعلى"، خطأ.
(¬٥) أخرجه الطبراني في الكبير (٤١٠) والبيهقي في البعث (٦٣، ٦٤). قال الهيثمي في المجمع: "وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيء الحفظ". (ز).
(¬٦) لعله في الكبير في القسم المفقود. وسنده ضعيف. فيه ابن لهيعة. وصالح مولى التوأمة لم يسمع من أبي الدرداء. والحديث له طرق أخرى ستأتي. (ز).
(¬٧) لم يضبط في "ب، ك". وفي "ط": "رعية"، تصحيف. و"زغبة" لقب حمَّاد. انظر ترجمة عيسى بن حماد في تهذيب التهذيب (٨/ ٢٠٩).