كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
وهذا يروى عن عكرمة (¬١)، والحسن (¬٢)، وقتادة (¬٣). وهو اختيار جماعة من المفسرين منهم صاحب الكشَّاف (¬٤)، ومنذر (¬٥) بن سعيد في تفسيره، والرماني (¬٦)، وغيرهم.
قالوا: وهذه الآية متناولة لجميع أقسام الخلق شقيهم وسعيدهم. وهي نظير آية: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (٧) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة/ ٧ - ١٠]. قالوا: فأصحاب الميمنة هم المقتصدون، وأصحاب المشأمة هم (¬٧) الظالمون لأنفسهم، والسابقون (¬٨) هم السابقون بالخيرات.
قالوا: ولم يصطفِ اللَّه من خلقه ظالمًا لنفسه، بل المصطفون من عباده هم صفوته وخيارهم، والظالمون لأنفسهم ليسوا خيار العباد بل شرارهم، فكيف يوقع عليهم اسم المصطفين ويتناولهم فعل الاصطفاء؟
---------------
(¬١) أخرجه الطبري (٢٢/ ١٢٥). (ز).
(¬٢) أخرجه الطبري (٢٢/ ١٣٥)، والبيهقي في البعث (٧٦،٧٥) وهو ثابت عنه (ز).
(¬٣) أخرجه الطبري (٢٢/ ١٣٥)، وهو ثابت عنه (ز).
(¬٤) الكشاف (٣/ ٦١٢).
(¬٥) "ب": "رزين". تحريف. وهو أبو الحكم منذر بن سعيد البلوطي (٣٥٥ هـ) كان فقيهًا محققًا ونحويًا وعالمًا بالتفسير. سير أعلام النبلاء (١٦/ ١٧٣).
(¬٦) أبو الحسن علي بن عيسى الرماني، (٣٨٤ هـ)، المعتزلي، من كبار النحاة، صاحب التصانيف في التفسير والنحو واللغة. إنباه الرواة (٢/ ٢٩٤)، السير (١٦/ ٥٣٣).
(¬٧) "هم" ساقط من "ك، ط".
(¬٨) "ك، ط": "والسابقون السابقون".