كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

مكتوب. و"الكتاب المنير" (¬١). من باب عطفِ الخاصِّ على العام، لتميزه (¬٢) عن المسمَّى العام بفضيلة وشرف (¬٣) امتاز بها واختص بها (¬٤) عن غيره. وهو كعطف جبريل وميكائل على الملائكة (¬٥)، وكعطف أولي العزم (¬٦) على النبيين من قوله: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [الأحزاب/ ٧]. والكتاب المنير هاهنا هو (¬٧) التوراة والإنجيل.
ثمَّ ذكر إهلاك المكذبين لكتابه ورسله، فقال: {ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (٢٦)} [فاطر/ ٢٦]. ثمَّ ذكر التالين لكتابه، وهم المتبعون له العاملون بشرائعه، فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} إلى قوله: {غَفُورٌ شَكُورٌ (٣٠)} [فاطر/ ٢٩ - ٣٠] (¬٨).
ثمَّ ذكر الكتاب الذي خصَّ به خاتمَ أنبيائه ورسله محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (٣١)} [فاطر/ ٣١]. ثمَّ ذكر سبحانه من أورثهم سبحانه الكتابَ بعد أولئك، وأنَّه اصطفاهم لتوريث كتابه، إذ ردَّه المكذبون ولم يقبلوا
---------------
(¬١) "ف، ك": "المبين"، تحريف.
(¬٢) "ف، ك، ب": "ليميزه"، وقد ضبط في الأصل بالتاء.
(¬٣) "ط": "بفضله وشرفه".
(¬٤) "بها" كذا هنا ومن قبل في الأصل وغيره، والضمير عائد إلى "الفضيلة".
(¬٥) "ميكائل": كذا في الأصل و"ف". وهي قراءة نافع المدني، وفي "ب": "ميكائيل". وفي "ك": "ميكال".
(¬٦) في الأصل: "أولو العزم" بالرفع، سهو.
(¬٧) "هو" ساقط من "ط".
(¬٨) كذا في الأصل وغيره. وفي "ط" أكملت الآية.

الصفحة 427