كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
ومقتصدنا ناج، وظالمُنا مغفور له" وقرأ عمر: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} (¬١) [فاطر/ ٣٢].
وروى أيضًا من حديث أبي داود عن شعبة، عن الوليد بن العيزار، قال: سمعتُ رجلًا من ثقيف يحدث عن رجل من كنانة، عن أبي سعيد أنَّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال في هذه الآية: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر/ ٣٢] قال: "كلُّهم في الجنَّة". أو قال؛ "كلُّهمْ بمنزلةٍ واحدة" قال شعبة أحدهما. ورواه داود بن إبراهيم عن شعبة به، وقال (¬٢): "دخلوا الجنَّة كلّهم". أو "كلّهم (¬٣) بمنزلة واحدة". فهذا حديث صحيح إلى شعبة، وإذا كان شعبة في حديث لم يُطرَح، بل شُدَّ يديك به. ورواه يحيى بن سعيد عن الوليد بن العيزار، فذكره بمثله (¬٤). وروى محمد بن سعد (¬٥)، عن أبيه، عن عمِّه، حدثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ
---------------
(¬١) أخرجه العقيلي في الضعفاء (٣/ ٤٤٣)، والبيهقي في البعث (٦٥)، والواحدي في الوسيط (٣/ ٥٠٥). قال العقيلي: "ولا يتابع على حديثه -يعني الفضل بن عميرة"، وقال أيضًا: "وهذا يروى من غير هذا اللفظ بإسناد أصلح من هذا". وروي موقوفًا على عمر عند البيهقي في البعث (٦٦) وقال: غير قوي. (ز).
(¬٢) "ك، ط": "وقالوا".
(¬٣) "أو كلّهم" ساقط من "ك، ط".
(¬٤) أخرجه الطيالسي (٢٢٣٦) والطبري (٢٢/ ١٣٧) والترمذي (٣٢٢٥) وقال: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه". والبيهقي في البعث والنشور (٦١) وقال ابن كثير في تفسيره (٣/ ٥٦٣): "هذا حديث غريب من هذا الوجه، وفي إسناده من لم يسمّ" (ز).
(¬٥) "ف": "ورواه محمد بن سعيد" خلاف الأصل.