كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
وقد تقدَّم حديث عائشة وأبي الدرداء وحذيفة (¬١).
قالوا: فهذه الآثار يُسنِد (¬٢) بعضُها بعضًا. فإنَّها (¬٣) قد تعدَّدت طرقها، واختلفت مخارجها؛ وسياق الآية يشهد لها بالصحّة، فلا يُعدل عنها (¬٤).
والمقصود الكلام على مراحل العالمين وكيفية قطعهم إيَّاها، فلنرجع إليه فنقول:
أمَّا الأشقياء فقطعوا تلك المراحل سائرين إلى دار الشقاء متزوّدين غضبَ الربّ سبحانه، ومعاداةَ كتبه ورسله وما بُعثِوا به، ومعاداةَ أوليائه والصدّ عن سبيله، ومحاربةَ من يدعو إلى دينه، ومقاتلةَ (¬٥) الذين يأمرون بالقسط من النَّاسِ، وإقامةَ دعوةٍ غير دعوة اللَّه سبحانه التي بَعث بها رسلَه لتكون الدعوة له وحده. فقطع هؤلاء الأشقياء مراحل أعمارهم في ضدّ ما يحبّه (¬٦) ويرضاه.
وأمَّا السائرون إليه، فظالمهم قطع مراحل عمره في غفلاته وإيثار شهواته ولذَّاته على مراضي الربّ وأوامره، مع إيمانه باللَّه وكتبه ورسله واليوم الآخر، لكن نفسه مغلوبة معه، مأسور (¬٧) مع حظِّه وهواه،
---------------
(¬١) انظر: ص (٤٠٨، ٤١١ - ٤١٣).
(¬٢) "ك، ط": "يشدّ".
(¬٣) "ف، ك، ط": "وإنَّها"، قراءة محتملة.
(¬٤) "ط": "فلا نعدل عنها".
(¬٥) "ك": "معاملة"، تحريف.
(¬٦) "ب، ك، ط": "يحبه اللَّه".
(¬٧) "ط": "مأسورة".