كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

انتقادها (¬١) " إلى آخر الفصل، إن أراد به أنَّ زهده دليلٌ على (¬٢) تعظيمه للدنيا (¬٣) وأنَّ لها في قلبه من القدرِ والمنزلة ما يُكرِه لأجله نفسَه على تركها، أو مستلزم (¬٤) لذلك؛ فالزهدُ (¬٥) لا يدلُّ على هذا التعظيم، ولا يستلزمه، وإن كان من عوارض غلبات الطباع (¬٦) التي تُذَمّ مساكنتُها وانحجابُ القلب بها. بل زهده فيها دليلٌ على خروج عظمتها (¬٧) من قلبه، وقلَّة (¬٨) مبالاته بها، وترك الاهتبال بشأنها؛ فكيفَ يكون هذا نقصًا بوجه؟ بلى (¬٩)، النقص في الزهد يكون من أحد وجوه ثلاثة (¬١٠):
إمَّا (¬١١) أن يزهد فيما ينفعه منها، ويكون قوَّةً له على سيره، ومعونةً له على سفره، فهذا نقص. فإن حقيقة الزهد هي أن تزهد فيما لا ينفعك. والورع أن تتجنَّب (¬١٢) ما قد يضرّك. فهذا الفرق بين الأمرين.
الثاني: أن يكون زهده مشوبًا إمَّا بنوع عجز أو ملالة وسآمة
---------------
(¬١) "ط": "عن الانتفاع بها"، تحريف غريب.
(¬٢) "تعظيم للدنيا. . . " إلى هنا ساقط من "ب".
(¬٣) "ب، ط": "تعظيم الدنيا". "ك": "تعظيم للدنيا".
(¬٤) "ف": "أن يستلزم"، تحريف.
(¬٥) "ط": "فإنّ الزهد".
(¬٦) "ب، ك، ط": "الطبع".
(¬٧) في "ف" وغيرها: "عظمها"، ولعل صواب قراءة الأصل ما أثبت.
(¬٨) "قلة" ساقط من "ط".
(¬٩) كذا في الأصل و"ف". وفي غيرها: "بل".
(¬١٠) "ثلاثة" ساقط من "ط".
(¬١١) "ط": "أولها".
(¬١٢) "ف": "تجتنب"، خلاف الأصل. وكذا في "ك".

الصفحة 546