كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (٤٥)} [الكهف/ ٤٥].
وسمَّاها سبحانه "متاع الغرور" (¬١)، ونهى عن الاغترار بها، وأخبرنا عن سوءِ عاقبة المغترّين بها (¬٢)، وحذَّرنا مثل مصارعهم، وذمّ من رضي بها واطمأنَّ إليها.
وقال النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما لي وللدنيا! إنَّما أنا كراكبٍ قال في ظلّ شجرةٍ ثمَّ راحَ وتَرَكَها" (¬٣).
وفي المسند عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- حديث معناه: أنَّ اللَّه جعل طعام ابن آدم وما يخرج منه مثلًا للدنيا، فإنَّه وإن قزَحه (¬٤) وملَحه فلينظر إلى ماذا يصير! (¬٥)
فما اغترَّ بها ولا سكن إليها إلا ذو همَّة دنيّة، وعقل حقير، وقدر خسيس!
---------------
(¬١) في الآية المذكورة من سورة الحديد وفي سورة آل عمران (١٨٥).
(¬٢) "بها" ساقط من "ط".
(¬٣) أخرجه أحمد (٣٧٠٩)، والترمذي (٢٣٧٧) وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وابن ماجه (٤١٠٩) والحاكم (٧٨٥٨). والحديث صححه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي. (ز).
(¬٤) "ك، ط": "فوّحه"، تصحيف. وقزح الطعام وقزّحه: تَوبَلَه من القِزح، وهو التابل الذي يطرح في القدر كالكمّون والكزبرة ونحو ذلك. النهاية (٤/ ٥٨).
(¬٥) ولفظ الحديث: "إن مطعم ابن آدم جُعِل مثلًا للدنيا، وإن قزَحه وملَحه، فانظروا إلى ما يصير" أخرجه عبد اللَّه بن أحمد في زوائده (٢١٢٣٩)، وابن حبان (٧٠٢)، وابن أبي عاصم في الزهد (٢٠٥) وغيرهم من حديث أبي بن كعب. والحديث اختلف في رفعه ووقفه، والموقوف هو الصواب. انظر: تحقيق المسند (٣٥/ ١٦٢). (ز).

الصفحة 550