كتاب تاريخ المدينة لقطب الدين الحنفي

21…قال أهل التاريخ والسير: كان سكنى العماليق (1) غزة وعسقلان وساحل بحر الروم، وما بين مصر وفلسطين، ثم سكنوا مكة والمدينة والحجاز كله وعتود (2) فبعث اليهم موسى جندا من بنى اسرائيل فقتلوهم.
وعن زيد بن اسلم (3) قال: بلغنى ان ضبعا رعيت وأولادها رابضة في حجاج عين رجل من العماليق.
قال: ولقد كان يمضى في ذلك الزمان اربعمائة سنة وما يسمع بجنازة ...
وكان جالوت من العماليق وكان عوج وامه عناق من العماليق الذين كانوا بأريحا.
قال ابن عمر (4): كان طول عوج ثلاثة وعشرين الف ذراع وثلاثمائة وثلاثين ذراعا…
__________
(1) من شعوب جنوبى فلسطين قديما، حاربهم العبرانيون منذ دخولهم أرض المعاد حتى أيام الملك حزقيا (716 - 687 ق م).
(2) بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الواو وآخره دال، قيل: اسم موضع بالحجاز.
انظر: معجم البلدان 4/ 83.
(3) هو زيد بن أسلم المدنى الفقيه ابن أسامة، ويقال أبو عبد الله مولى عمر بن الخطاب.
روى عن أنس وجابر بن عبد الله وسلمة بن الأكوع وابن عمرو وأبى هريرة وعائشة، وعنه ابنه أسامة وأيوب السختيانى وروح بن القاسم والسفيانان وابن جريج، وكان له حلقة في المسجد النبوى.
قال يعقوب بن شيبة: ثقة من أهل الفقه والعلم، عالم بتفسير القرآن.
وكان يقول: ابن آدم اتق الله يحبك الناس، وان كرهوا.
مات سنة 136 هـ.
انظر: طبقات المفسرين للداودى 1/ 176، العبر 1/ 183، طبقات القراء لابن الجزرى 1/ 296، خلاصة تذهيب الكمال 108، تذكرة الحفاظ 1/ 132، تهذيب التهذيب 3/ 395، طبقات الحفاظ 53.
(4) هو عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمن العدوى المدنى الفقيه، أحد الأعلام في العلم والعمل، شهد الخندق، وهو من أهل بيعة الرضوان، وممن كان يصلح للخلافة فعين لذلك يوم الحكمين مع وجود مثل الامام على وفاتح العراق سعد ونحوهما رضى الله عنهما، ومناقبه جمة اثنى عليه النبى صلى الله عليه وسلم ووصفه بالصلاح، توفى سنة 94 هـ.
انظر: نكت الهميان 183، النجوم الزاهرة 1/ 192، العبر 1/ 83، طبقات القراء لابن الجزرى 1/ 437، شذرات الذهب 1/ 81، تذكرة الحفاظ 1/ 37، تاريخ بغداد 1/ 171، الاصابة 1/ 338، أسد الغابة 3/ 340.

الصفحة 21