كتاب طرق الاستدلال بالسنة والاستنباط منها

سَمِّهِ " كتاب السُنَّةِ "».

ومن هنا وجب معرفة هذه السُنَّة، وبيان طرق الاستدلال بها، واختلاف العلماء في طرق الاستدلال بها رحمة وتوسعة، والإسلام نزل رحمة للعالمين.

ويجب أنْ نُؤكِّدَ بداهة أنه لا فرق بين القرآن والسُنَّة في استنباط الأحكام، وأنَّها كالقرآن في تحليل الحلال وتحريم الحرام، وقد ثبت عنه - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: «أَلاَ إِنِّى أُوتِيتُ القُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ» أي السُنَّةَ، قال سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (¬1)، وذلك إمَّا على سبيل تفصيل ما أجمله القرآن (¬2)، أو تقرير ما ذكره (¬3)، أو توكيد ما بَيَّنَهُ (¬4)، أو تخصيص العام منه (¬5)، أو تفسير المطلق منه (¬6). أو دلالتها على حكم سكت عنه القرآن (¬7).
¬__________
(¬1) [الحشر: 7].
(¬2) كتفصيل أحكام الصلاة والزكاة والصوم والحج والربا والطلاق وغيرها.
(¬3) كحديث: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ ... ».
(¬4) كأحاديث النهي والتحريم.
(¬5) كقصر الميراث على الولد غير القاتل.
(¬6) كتقييد موضع قطع يد السارق.
(¬7) كتحريم الجمع بين المرأة وعمَّتها وخالتها. وانظر في ذلك كتاب " السُنَّة " لمحمد =

الصفحة 10