كتاب طرق الاستدلال بالسنة والاستنباط منها

ثانياً: طرق الاستدلال من الألفاظ الواضحة وغير الواضحة:
أ - الألفاظ الواضحة هي:
1 - الظاهر: هو ما دل على معناه دلالة واضحة - عند الحنفية - بحيث لا يحتاج الوقوف على معناه إلى قرينة خارجية، ولم يكن ذلك المعنى هو المقصود الأصلي من سياق الكلام، ويحتمل التخصيص، أو التأويل، أو النسخ (¬1).

ومثاله: دخل - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على عائشة وعندها رجل، فكأنه تغيَّرَ وجهه، كأنه كره ذلك، فقالت: إنه أخي، فقال: «انْظُرْنَ مَنْ إِخْوَانُكُنَّ، فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنَ المَجَاعَةِ» متفق عليه (¬2)، فقوله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنَ المَجَاعَةِ» غير مقصود المعنى بطريق الأصالة، وإنما المقصود التأكد من أخوة الرضاعة، لأنه قاله لما رأى الرجل عند عائشة، وأخبرته أنه أخوها في الرضاعة. ولذلك لم يكن بيان أَنَّ الرضاعة من
¬__________
(¬1) " كشف الأسرار ": 1/ 44.
(¬2) رواه الجماعة إلا الترمذي.

الصفحة 30