كتاب طرق الاستدلال بالسنة والاستنباط منها

وإذا وردت السُنَّةُ بالإباحة التزمناها على وجه الإباحة، فلنا أَنْ نفعلها أَوْ لا نفعلها ولا شيء علينا في الحالتين.

وكذلك إذا وردت السُنَّةُ بالكراهة وجب العمل بها على سبيل الكراهة فالثوم والبصل مكروه أكلهما عند الصلوات، فنلتزم مع كراهة أكلهما ولكن يباح أكلهما في غير الصلوات.

وقد أخطأ هؤلاء الذين أخرجوا مَنْ ترك فعل السُنَّةِ في المندوب والمباح، أو فعلوا المكروه، أخرجوهم من حظيرة الدين، وَكَفَّرُوهُمْ جَهْلاً بِالسُنَّةِ نفسها، واستشهاداً بالنصوص في غير موضعها. نعوذ بالله من الإنحراف عن القصد والعدل.

رابعاً: الدعوة إلى التَعَمُّقِِ في دراسة الإسلام: ومن التَعَمُّقِِ معرفة الأصول الفقهية، والابتعاد عن السطحية في التفكير،، والتزام البصر الفقهي، ومعرفة أحكام الفقه، حتى نستطيع مواجهة الأحداث والمشكلات، ونعرف حلولها من كتاب الله وَسُنَّةَِ رسوله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولا يتم هذا إِلاَّ بمعرفة كيفية فهم الكتاب وَالسُنَّةِ فَهْماً عَمِيقاً مَبْنِيًّا على الأصول.

الصفحة 48