كتاب التفسير والتأويل في القرآن

معاني الكلمات، ويفهمون ما تتضمنه من حقائق ودلالات، ويؤمنون بحدوث ما أخبرت عنه من هذه المشاهد واللقطات.
أما تأويل هذه الآيات التي تعرض هذه اللقطات فإنهم لا يعلمونه، لأنّ تأويلها خاصّ بالله.
تأويل هذه الآيات هو تحديد عاقبتها ومآلها، وتعيين الصورة العملية التي ستقع بها، وبيان متي وكيف ستحدث وتتحقق، من حيث الزمان والمكان والكيفية، هذا لا يعلمه الراسخون في العلم.
إنّ فهمهم لمعاني هذه الآيات قد تحقق، لكنه لا يلزم منه إمكانية تأويلها!!.
وبالنسبة إلي صفات الله، فقد أخبرت آيات القرآن عنها، وأشارت إلي بعض هذه الصفات، وتحدثت عن بعض أفعال الله، تكملت آيات القرآن عن يد الله، وعن وجه الله، وعن معية الله، وعن استواء الله علي العرش، وعن علو الله.
هذه الآيات لها تفسير وفهم، ولها تأويل وتحديد.
والراسخون في العلم يفهمونها ويفسّرونها، ويعرفون معنى اليد والوجه والاستواء والعلو، ويسندونها لله كما أخبر الله.
لكنهم عاجزون عن تأويلها وتحديدها، أي: عاجزون عن بيان حقيقة اتصاف الله بها، وتحديد كيفية وجودها عند الله سبحانه، ولهذا لا يخوضون في تحديد كيفية استواء الله علي عرشه، وكيفية علوه عن خلقه، وكيفية يده ووجهه ونفسه ومعيته سبحانه.
إنّ فهمهم لمعاني هذه الآيات، ومعرفة ما تخبر عنه من أفعال وصفات، قد تحقق، لكنه لا يلزم منه إمكانية تأويلها وتحديدها وتكييفها!!

الصفحة 124