كتاب التفسير والتأويل في القرآن

سياق الآية علي هذا المعنى للتأويل:
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ: جملة خبرية.
مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ: جملة خبرية أخري، مفصّلة للجملة الخبرية السابقة.
هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ: مبتدأ وخبر، وهي جملة معترضة، جيء بها بهدف وصف الآيات المحكمات من القرآن بأنهنّ أمّ القرآن وأصله ومرجعه، وذلك لحمل الآيات المتشابهات عليها، أي أنّ الآيات المحكمات أمّ وأصل للآيات المتشابهات.
وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ: معطوفة علي مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ، وفيها الخبر عن القسم الثاني من آيات القرآن، ووصفها بأنها متشابهات.
ووصفها بوصف أُخَرُ دليل علي أنها قليلة، لأنّ كلمة أُخَرُ جمع قلّة.
بعد حديث الآية عن قسمي آيات القرآن: المحكمات الكثيرة أم القرآن وأصله، والآيات المتشابهات القليلة، تحدثت عن موقف فريقين من الناس من الآيات المتشابهات.
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ:
أما: حرف شرط بمعنى التفصيل، حيث ورد ذكر الفريقين بعدها: الزائغون والراسخون في العلم.
الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ: فعل الشرط.
فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ: جواب الشرط.
ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ: مفعول لأجله.
وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ معطوف علي المفعول لأجله، يدلّ علي معناه، أي: لزائغي القلوب هدفان من اتباع الآيات المتشابهات: الهدف الأول:

الصفحة 125