كتاب التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (اسم الجزء: 5)

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ لَمْ يُرِدْ بِهِ نَفْيُ مَا وَرَاءَ هَذَا الْعَدَدِ الْمَذْكُورِ فِي خِطَابِهِ
3025 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم (¬1) أخبرنا المقرىء حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ وَرْدَانَ عَنْ عُرْوَةَ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَتَمَثَّلْتُ بِهَذَا الْبَيْتِ:
(مَنْ لَا يَزَالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعاً يُوشك أَنْ يَكُونَ مَدْفُوقًا) (¬2)
فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ لَا تَقُولِي هَكَذَا وَلَكِنْ قُولِي: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ -[54]- بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تُحِيدُ} [ق: 19] ثُمَّ قَالَ: فِي كَمْ كُفِّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْتُ: فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ فَقَالَ: كَفِّنُونِي فِي ثوبيَّ هَذَيْنِ وَاشْتَرُوا إِلَيْهِمَا ثوباًُ جَدِيدًا فإنَّ الحيَّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الميت وإنما هي للمهنة ـ أو للمُهْلَةِ ـ.
= (3036) [49: 5]
Qصحيح - وعند البخاري قصَّة الكفن.
¬__________
(¬1) هو ابن راهويه الحافظ , صاحب ((المسند)) , والحديث فيه (2/ 305 ـ 306).
ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين , غير مجاهد بن وردان؛ وهو ثقة.
وعزاه المعلق على ((إحسان المؤسسة)) لِجَمعٍ من طريق هشام بن عروة عن أبيه؛ منهم البخاري (1387) , وهو من تساهله , أو قلة تحقيقه؛ لأنه ليس عنده ما قبل قول أبي بكر: ((فِي كَمْ كُفِّنَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -؟ ))!.
وكذلك قال الحافظ في ((شرح البخاري)) (3/ 253): زاد أبو نعيم في ((المستخرج)) من هذا الوجه: ((فرأيت به الموت , فقلت ..... )) فذكرها.
وأخرجها ابن سعد في ((الطبقات)) (3/ 197) مفردة ٌ من طريق أخرى عن هشام به.
(¬2) الأصل: ((مدفوناً)) , وكذا في ((الموارد)) (2177) , والتصحيح من ((ابن سعد)) , ((الفتح)).

الصفحة 53