كتاب التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (اسم الجزء: 8)
ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْعِلْمِ أَنَّهُ مُضَادٌّ لِخَبَرِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ
5312 - أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ لَبَنًا عَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ، وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ (¬1)، فَأَعْطَى الْأَعْرَابِيَّ فَضْلَهُ، وَقَالَ:
((الْأَيْمَنُ فَالْأَيْمَنُ)).
= (5336) [8: 5]
Qصحيح: ق، وهو مكرر الحديثين (5309 و 5310).
¬__________
(¬1) زاد ابن أبي شيبة (8/ 223)، ومن طريقه: مسلم (6/ 112)، وعبد الرزاق (10/ 425/19582) - والسياق له - من طريقين آخرين عن الزهري، عن أنس: فقال له عمر: يا رسول الله! أعط ابا بكر عندك، وخشي أن يُعطيه الأعرابي! فأبى .....
ورواه الحميدي (1182) من طريق ثالثة، عن الزهري .... مختصراً بلفظ: فقال عمر: ناول أبا بكر! فناول الأعرابي.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا اللَّبَنَ كَانَ مَشُوبًا بِالْمَاءِ حَيْثُ سَقَى الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
5313 - أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ - وعدَّة -، قَالُوا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِلَبَنٍ - وَقَدْ شِيبَ بِمَاءٍ -، وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ، -[16]- وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَشَرِبَ النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أعطى الأعرابي، وقال:
((الأيمن فالأيمن)).
= (5337) [8: 5]
Qصحيح: ق، وهو مكرر ما قبله.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: هَذَانِ الْفِعْلَانِ كَانَا فِي مَوْضِعَيْنِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ: أَنَّ فِيَ خَبَرِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أُتِيَ بِشَرَابٍ، وَعَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامٌ، وَاسْتَأْذَنَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سِقْيِهِمْ دُونَهُ، وَفِي خَبَرِ أَنَسٍ: أُتِيَ بِلَبَنٍ وَقَدْ شِيبَ بِالْمَاءِ، وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ، وَلَمْ يَسْتَأْذِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا اسْتَأْذَنَ فِي خَبَرِ سَهْلٍ، فَدَلَّكَ مَا وَصَفْتُ عَلَى أَنَّهُمَا فِعْلَانِ مُتَبَايِنَانِ فِي مَوْضِعَيْنِ، لَا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ.
الصفحة 15