كتاب إتحاف الأريب بشرح الغاية والتقريب

وأركانُ الخُطبةِ خمسةٌ؛ وهي: حَمْدُ اللهِ تعالى، والصَّلاةُ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، والوصيَّةُ بالتَّقوى، وقراءةُ آيةٍ في إحدى الخُطْبَتَيْنِ، والدُّعاءُ للمؤْمنينَ والمؤْمناتِ في الخُطبةِ الثَّانيةِ (¬١).
٢ - «وَيَجْلِسُ بَيْنَهُمَا»، للحديثِ السَّابقِ، ولحديثِ ابنِ عمرَ رضي الله عنهما -أيضًا- أنَّه قال: «كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ قائمًا، ثمَّ يَقْعُدُ، ثمَّ يَقومُ؛ كما تَفْعَلونَ الآنَ» (¬٢).
٣ - «وَأَنْ تُصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي جَمَاعَةٍ»؛ لحديثِ عمرَ رضي الله عنه قال: «صلاةُ الجُمُعةِ ركعتانِ ... على لسانِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم» (¬٣).
وكونُها في جماعةٍ؛ لحديثِ طارقِ بنِ شهابٍ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ» (¬٤).
قال أبو شجاع رحمه الله: «وَهَيْئَاتُهَا أَرْبَعُ خِصَالٍ:
١ - الْغُسْلُ وَتَنْظِيفُ الْجَسَدِ»؛ لحديثِ ابنِ عمرَ رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الجُمُعَةَ، فَلْيَغْتَسِلْ» (¬٥).
٢ - «وَلُبْسُ الثِّيَابِ الْبِيضِ»؛ لحديثِ سَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبِيَاضَ، فَإِنَّهَا أَطْهَرُ
---------------
(¬١) «روضة الطَّالبين» (١/ ٥٢٩).
(¬٢) رواه البخاري (٨٧٨)، ومسلم (٨٦١).
(¬٣) رواه أحمد (٢٥٧)، والنسائي (١٤٢٠)، وابن ماجه (١٠٦٤)، وابنُ خُزيمةَ (١٤٢٥)، وابن حبَّان (٢٧٨٣).
(¬٤) رواه أبو داود (١٠٦٧)، والحاكم (١٠٦٢)، وصَحَّحه، وأَقَرَّه الذَّهبي.
(¬٥) رواه البخاري (٨٣٧)، ومسلم (٨٤٤).

الصفحة 106