كتاب إتحاف الأريب بشرح الغاية والتقريب

ورَتَّبْتُها في الأفضليَّةِ على حكمِ ترتيبِها المذكورِ، ولها أبوابٌ تُذْكَرُ فيها إنْ شاءَ اللهُ تعالى.
قال أبو شجاع رحمه الله: «وَالسُّنَنُ التَّابِعَةُ لِلْفَرَائِضِ سَبْعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً»، هذا القِسمُ الَّذي لا تُسَنُّ فيه الجماعةُ، وهو:
١ - «رَكْعَتَا الْفَجْرِ»؛ لحديثِ عائشةَ رضي الله عنها قالت: «لم يَكُنِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على شَيءٍ مِنَ النَّوافلِ أَشَدَّ منه تعاهدًا على ركعَتَيِ الفَجْرِ» (¬١).
٢ - «وَأَرْبَعٌ قَبَلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَانِ بَعْدَهُ»؛ لحديثِ عائشةَ رضي الله عنها قالت: «كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يصلِّي في بيتي قبْلَ الظُّهرِ أربعًا، ثمَّ يَخْرُجُ فيصلِّي بالنَّاسِ، ثمَّ يَدْخُلُ فيصلِّي ركعتينِ» (¬٢).
٣ - «وَأَرْبَعٌ قَبْلَ الْعَصْرِ»؛ لحديثِ ابنِ عمرَ رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «رَحِمَ اللهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا» (¬٣).
وكانَ يصلِّيها ركعتينِ ركعتينِ كما في حديثِ عليٍّ رضي الله عنه قال: «كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يصلِّي قبْلَ العصرِ أربعَ ركعاتٍ يَفْصِلُ بينهنَّ بالتَّسليمِ» (¬٤).
٤ - «وَرَكْعَتَانِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ»؛ لحديثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما
---------------
(¬١) رواه البخاري (١١١٦)، ومسلم (٧٢٤).
(¬٢) رواه مسلم (٧٣٠).
(¬٣) رواه أحمد (٥٩٨٠)، وأبو داود (١٢٧١)، والترمذي (٤٣٠)، وابن حبَّان (٢٤٥٣).
(¬٤) رواه الترمذي (٤٢٩)، وقال: «حديثٌ حسن».

الصفحة 66