كتاب إتحاف الأريب بشرح الغاية والتقريب

٢ - «وَسَتْرُ الْعَوْرَةِ بِلِبَاسٍ طَاهِرٍ»؛ لقولِه تعالى: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: ٣١]، ولقولِهِ تَعَالَى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: ٤].
٣ - «وَالْوُقُوفُ عَلَى مَكَانٍ طَاهِرٍ»؛ لحديثِ أنسٍ رضي الله عنه قال: «جاءَ أعرابيٌّ فبالَ في طائفةِ المسجدِ، فزَجَرَه النَّاسُ، فنهاهمُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا قضى بولَه أَمَرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بِذَنُوبٍ مِن ماءٍ فأهريقَ عليه» (¬١).
٤ - «وَالْعِلْمُ بِدُخُولِ الْوَقْتِ»؛ لقولِه تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: ١٠٣].
٥ - «وَاسْتِقْبَالُ الْقِبْلَةِ»؛ لقولِه تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: ١٤٤].
قال أبو شجاع رحمه الله: «وَيَجُوزُ تَرْكُ الْقِبْلَةِ فِي حَالَتَيْنِ:
١ - فِي شِدَّةِ الْخَوْفِ»؛ لقولِه تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: ٢٣٩]، فَيَجوزُ في حالةِ القِتالِ أنْ يصلِّيَ الصَّلاةَ فرضًا كانت أو نفلًا؛ راجلًا -يعني ماشيًا على رِجْلَيْه- أو راكبًا على الدَّابَّةِ حيثما تَوَجَّهَتْ به.
٢ - «وَفِي النَّافِلَةِ فِي السَّفَرِ عَلَى الرَّاحِلَةِ»؛ لحديثِ جابرٍ رضي الله عنه قال: «كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يصلِّي على راحلتِه حيثُ تَوَجَّهَتْ، فإذا
---------------
(¬١) رواه البخاري (٢١٩)، ومسلم (٢٨٤).

الصفحة 70