كتاب إتحاف الأريب بشرح الغاية والتقريب

ولا يقرأُ المأمومُ غيرَ الفاتحةِ في الصَّلاةِ الجهريَّةِ؛ لحديثِ عُبادةَ بنِ الصَّامتِ رضي الله عنه قال: كنَّا خَلْفَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في صلاةِ الفجرِ فقرأَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فثَقُلَتْ عليه القراءةُ، فلمَّا انصرفَ قال: «لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ»، قال: قلنا: يا رسولَ اللهِ، إي واللهِ، فقالَ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا» (¬١).
٩ - «وَالتَّكْبِيرَاتُ عِنْدَ الرَّفْعِ وَالْخَفْضِ»؛ لحديثِ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّه كانَ يصلِّي لهم فيكبِّرُ كلَّما خَفَضَ ورَفَعَ، فلمَّا انصرفَ قال: «واللهِ إني لأَشْبَهُكُم صلاةً برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم» (¬٢).
١٠ - «وَقَوْلُ سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ»؛ لحديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قال: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعُونَ» (¬٣).
١١ - «وَالتَّسْبِيحُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ»؛ لحديثِ حذيفةَ رضي الله عنه أنَّه صلَّى مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فكانَ يقولُ في ركوعِه: «سُبْحَانَ رَبِّيَ
---------------
(¬١) رواه أحمد (٢٢٧٩٧)، والبخاري في القراءةِ خَلْفَ الإمامِ (١٥٨)، وأبو داود (٨٢٣)، والترمذي (٣١١)، وقال: «حديثٌ حسن».
(¬٢) رواه البخاري (٧٥٢)، ومسلم (٣٩٢)، وقولُه: «خَفَضَ ورَفَعَ»، أيْ: نَزَلَ للرُّكوعِ أو السُّجودِ أو قامَ منهما، و «انصرفَ»؛ أي: انتهى من صلاتِه.
(¬٣) رواه البخاري (٦٥٧)، ومسلم (٤١١).

الصفحة 83