كتاب إتحاف الأريب بشرح الغاية والتقريب

تَرْجَمَةُ أبِي شُجَاعٍ الأصْبَهَانِيُّ رحمه الله
اسْمُه ونَسَبُه:
هو الإمامُ الفَقيهُ العلَّامةُ شِهابُ الدِّينِ أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ أحمدَ، أبو شجاعٍ الأصبهانيُّ الشَّافعيُّ (¬١).
وُلِدَ والدُه بعبَّادانَ وجَدُّه بأَصبهانَ، أمَّا هو فقد وُلِدَ بالبصرةِ سنةَ أربعٍ وثلاثينَ وأربَعِمِائة، قال ياقوتٌ الحَمَويُّ في الكلامِ على عبَّادانَ: وإليها يُنْسَبُ «القاضي أبو شجاعٍ أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ أحمدَ الشَّافعيُّ العبَّادانيُّ، روى عنه السِّلفيُّ وقال: هو من أفرادِ الدَّهرِ، درَّسَ بالبصرةِ أَزْيَدَ مِن أَربعينَ سنةً في مَذهبِ الشَّافعيِّ» (¬٢).
وقد عُمِّرَ أبو شُجاعٍ طويلًا حتى إنَّ العلَّامةَ الدَّرديريَّ قال: «إنَّه عاشَ مائةً وسِتِّينَ سنةً، وعلى الرَّغمِ مِن ذلك فإنَّه لم يَخْتَلَّ له عضوٌ مِن أعضائِهِ، وعندما سُئِلَ عن ذلك قال: «ما عصيتُ اللهَ تَعَالَى بعضوٍ منها في الصِّغَرِ، فحَفِظَها اللهُ عليَّ في الكِبَرِ» (¬٣).
واشْتُهِرَ صِيتُ أبي شُجاعٍ في الآفاقِ بعِلْمِهِ وورَعِه ووَلِيَ
---------------
(¬١) «ديوان الإسلام» للغَزِّيِّ (٣/ ١٥٣).
(¬٢) «مُعْجم البلدانِ» (٤/ ٧٤)، و «طبقات الشَّافعيَّة الكبرى» (٦/ ١٥).
(¬٣) «تُحْفة الحبيب على شرحِ الخطيب» (١/ ٢٢).

الصفحة 9