كتاب تهذيب سنن أبي داود - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

من قال: يسجد على غير وضوء" هذا لفظه (¬١).
واحتجَّ الموجبون للوضوء له بأنه صلاة, قالوا: فإنه له تحريم وتحليل, كما قاله بعض أصحاب أحمد والشافعي (¬٢). وفيه وجه أنه يتشهَّد له (¬٣) , وهذا حقيقة الصلاة.
والمشهور من مذهب أحمد عند المتأخرين أنه يسلّم له (¬٤).
وقال عطاء وابن سيرين: إذا رفع رأسه يسلم (¬٥).
وبه قال إسحاق بن راهويه (¬٦)، واحْتَجّ (¬٧) لهم بقوله: "تحريمها التكبير, وتحليلها التسليم".
قالوا: ولأنه يُفعل تبعًا (¬٨) للإمام, ويعتبر أن يكون القارئ يصلح إمامًا
---------------
(¬١) كذا قال المصنف، والذي في "الصحيح" في كتاب سجود القرآن: "باب سجود المسلمين مع المشركين. والمشرك نَجَسٌ ليس له وضوء. وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يسجد على غير وضوء".
(¬٢) انظر "المجموع": (٤/ ٦٣ - ٦٤)، و"المغني": (٢/ ٣٥٨).
(¬٣) ينظر "الإنصاف": (٢/ ١٩٨).
(¬٤) انظر "المغني": (٢/ ٣٦٢ - ٣٦٣)، و"الإنصاف": (٢/ ١٩٨).
(¬٥) حكاه عنهما ابن المنذر في "الأوسط": (٥/ ٢٧٩)، والخطابي في "المعالم": (٢/ ١٢٠ - بهامش مختصر المنذري)، والبغوي في "شرح السنة": (٣/ ٣١٥). وأخرجه ابن أبي شيبة (٤٢٠١)، وعبد الرزاق: (٣/ ٣٤٩) عن ابن سيرين وأبي قلابة. لكن روى ابن أبي شيبة (٤٢٠٥) عن عطاء أنه لم يكن يسلم فيها.
(¬٦) كما في "مسائل الكوسج لأحمد وإسحاق": (٢/ ٧٥٠ - ٧٥١).
(¬٧) ينظر الحاشية (٥) في الصفحة الآتية.
(¬٨) الأصل: "تبع".

الصفحة 37