كتاب تهذيب سنن أبي داود - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وبعدُ، ففي معارضته بحديث يونس بن جبير «أنه طلقها تطليقة» كلامٌ ليس هذا موضعه, فإنّ مَن جعل الثلاثَ واحدةً قال: هي ثلاث في اللفظ, وهي واحدة في الحُكْم, على ما في حديث أبي الصهباء عن ابن عباس (¬١). والله أعلم.
قالوا: وأما قولكم: إن نافعًا أثْبَت في ابن عمر وأولى به من أبي الزبير وأخصّ, فروايته أولى أن نأخذ بها, فهذا إنما يُحْتاج إليه عند التعارض, فكيف ولا تعارض بينهما؟ فإن رواية أبي الزبير صريحة في أنها لم تُحْسَب عليه, وأما نافع فرواياته ليس فيها شيء صريح قطّ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَسَبها عليه, بل مرَّة قال: «فمَهْ» أي فما يكون؟ وهذا ليس بإخبارٍ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه حسبها. ومرة قال: «أرأيتَ إن عَجَز واسْتَحْمق؟» (¬٢) وهذا رأيٌ محض, ومعناه: أنه
---------------
(¬١) أخرجه مسلم (١٤٧٢/ ١٦).
(¬٢) أخرجه البخاري (٥٢٥٨)، ومسلم (١٤٧١/ ٧).

الصفحة 495