كتاب تهذيب سنن أبي داود - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه (¬١). وقال الترمذي: حسن صحيح.
قال ابن القيم - رحمه الله -: وقال الدارقطني (¬٢): إسناده حسن صحيح، و [رواته] كلهم ثقات.
قال المنذري: قال: ابن عبد البر (¬٣): هذا مُسنَد عندهم ولا يختلفون، يعني في ذلك.
قال ابن القيم - رحمه الله -: وذكر جماعة (¬٤) أنه موقوف، ونظير هذا قول أبي هريرة: «من لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله» (¬٥).
والحكم على الحديث بأنه مرفوع بمجرد هذا اللفظ لا يصح، وإنما هو لفظ الصحابي قطعًا، ولعله فهم من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَقَدَّموا رمضانَ بيوم ولا يومين» أن صيام يوم الشك تقدُّم، فهو معصية، كما فهم أبو هريرة من قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دعا أحدُكم أخاه فليُجِبْه» (¬٦) أن ترْكَ الإجابة معصيةٌ لله
---------------
(¬١). أبو داود (٢٣٣٤)، والترمذي (٦٨٦)، والنسائي (٢١٨٨)، وابن ماجه (١٦٤٥).
(¬٢). عقب الحديث (٢١٥٠)، وما بين الحاصرتين منه. وقد صححه أيضًا ابنُ خزيمة (١٩١٤) وابن حبان (٣٥٨٥)، وعلّقه البخاري عن صِلَة بن زُفَر مجزومًا به في «باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا رأيتم الهلال فصوموا ... ».
(¬٣). في «التمهيد» (١٠/ ١٧٥) عند الكلام على أثر أبي هريرة في إجابة الدعوة، وسيأتي لفظه قريبًا.
(¬٤). كأبي القاسم الجوهري في «مسند الموطأ» (ص ١٩٣)، وكان المنذري قد صرّح به في «المختصر» فأبهمه المؤلف وأدرجه في جماعة ممن قال به.
(¬٥). أخرجه مالك (١٥٧٣) والبخاري (٥١٧٧) ومسلم (١٤٣٢).
(¬٦). أخرجه أحمد (٦٣٣٧) ومسلم (١٤٢٩) من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -.

الصفحة 18